أعلام بومرداس

أعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام بـــــــــــــــــــومرداس

أسماء بومرداسية صنعت مجد الوطن

 

أحمد مهساس (محساس) :

ولد المجاهد أحمد مهساس المدعو بعلي في 17 نوفمبر 1923م ببودواو بومرداس , مناضل من الطراز الأول، انضم إلى حزب الشعب سنة1941م وعمره لا يتجاوز16 سنة، ألقي عليه القبض بسبب نشاطه في صفوف حزب الشعب الجزائري بحي بلكور بالجزائر العاصمة، وبعد خروجه من المعتقل سنة1945 م واصل عمله النضالي بمنطقة سطيف وشارك في مؤتمر الحزب سنة1947 م، عين المناضل قائدا لولاية قسنطينة سنة 1948م بعدها اختير عضوا بلجنة التنظيم لحزب الشعب الجزائري قبل أن يتم انتدابه بالمنظمة شبه العسكرية (المنظمة السرية) ثم ألقي عليه القبض وحكم عليه بخمس سنوات سجن قضى نصفها بسجن البليدة ثم فر منه سنة 1952م رفقة بن بلة.

كان أحمد محساس وراء إنشاء النواة الأولى لجبهة التحرير الوطني بفرنسا سنة 1953م ليتم تعيينه فيما بعد مندوبا سياسيا وعسكريا لمنطقة الشرق وعضوا في المجلس الوطني للثورة الجزائرية، اتخذ موقفا حياديا بين طرفي النزاع في الحزب عندما احتدم الصراع بين مصالي الحاج والمركزيين.

عند اندلاع الثورة انضم إلى صفوفها ثم التحق بالوفد الخارجي لها بالقاهرة، ألقي عليه القبض في تونس ثم فرّ إلى ألمانيا حيث استقر هناك إلى غاية الاستقلال، عند عودته إلى أرض الوطن شغل عدة مناصب سامية منها: مدير صندوق الحيازة على الملكية والاستغلال الريفي، ومدير الديوان الوطني للإصلاح الزراعي سنة 1963م ثم وزيرا للفلاحة والإصلاح الزراعي من سبتمبر 1963م إلى أكتوبر 1966م، تم انتخابه نائبا للجزائر العاصمة بتاريخ 20 سبتمبر 1964م ثم عضوا في المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني وعضوا في مجلس الثورة.

سنة 1967م هاجر إلى فرنسا إثر خلافه مع سياسة حكومة بومدين ليكون سفره بمثابة منفى اختياري، حيث أكمل دراسته العليا في السوسيولوجيا فتحصل على الدكتوراه وعاد إلى أرض الوطن سنة1981م وأصبح مستشارا لدى الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، أنشا في مارس1989م حزب اتحاد القوى الديمقراطية  في إطار تكريس التعددية الحزبية الذي اعتمد رسميا في شهر نوفمبر من نفس السنة، وأصبح أمينا عاما له، غير أن الحزب لم يعمر طويلا وحل مع عدد من الأحزاب الأخرى. اختير عضوا في مجلس الأمة ضمن القائمة الرئاسية وشارك في أغلب الندوات والملتقيات الوطنية التي تخص الحركة والثورة. توفي المناضل الباسل في 24 فيفري 2013م تاركا مجموعة من المؤلفات أبرزها: “أفكار حول الحركة الوحدوية العربية وأبعاده” سنة 1974م، “التسيير الذاتي في الجزائر” سنة 1976م.

عمر بودواو :

شخصية ثورية بامتياز، انخرط مبكرا في صفوف حزب الشعب ولكن ما لبث أن ألقت القوات الفرنسية القبض عليه  في 31 مارس 1945م ثم استفاد من العفو العام سنة 1946م، يعتبر عمر بودواو من أبرز مناضلي منطقة بومرداس، فقد عين مسؤولا على منطقتي دلس و تيقزيرت، بعد مشاركته في المؤتمر الأول لحركة انتصار الحريات الديموقراطية في فيفري 1947م، تسلم المنظمة الخاصة في منطقة القبائل الصغرى بصفته مسؤول جهوي، تعرض بعدها للاعتقال سنة 1949م وأطلق سراحه سنة 1951م، ليقرر بعدها الالتحاق بحزب جبهة التحرير الوطني بفرنسا، توجه إلى المغرب بعد توقيف مسؤولي الاتحاد، محمد لبجاوي وصالح الونشي، ليتولى بودواو رئاسة اتحاد فرنسا لحزب التحرير خلفا لهما، فعضوا بالمجلس الوطني للثورة  سنة 1959م و ظل يناضل ضد الاحتلال الفرنسي بكل بسالة إلى أن استقلت الجزائر سنة 1962م.

الشهيد سي مصطفى :

هو الشهيد محمد سعودي المدعو سي مصطفى، ولد ببلدية سي مصطفى المسماة باسمه، نشأ وسط عائلة ميسورة الحال، انقطع عن الدراسة إثر وفاة والده، فاشتغل عند المعمرين لإعالة أسرته فوقف على الظلم والاضطهاد الذي عانى منه أبناء أرضه، استهل نضاله السياسي في صفوف حزب الشعب وعمره لا يتعدى 17 سنة، ثم التحق بصفوف جيش التحرير الوطني في أوائل سنة 1955م، كانت أول عملية قام بها بقرية أولاد سيدي يحي موسى وأسقط إثرها طائرة استكشافية، ألحقها بعمليات عسكرية أخرى. وبعد انعقاد مؤتمر الصومام، عيّن مسؤولا عسكريا في الكوموندوس بالناحية الثالثة، وقاد عدة عمليات منها، اشتباك مع الخيالة في القسم الثاني سنة 1956م وآخر مع الدرك الفرنسي سنة 1957م في قرية بوصارة، أردفها بهجوم على مزرعة شوفالي من نفس السنة، كما ترأس عمليات الهجوم على كل الثكنات العسكرية بالمنطقة ووضع كمين لضباط الخدمة الإدارية الخاصة “لاصاص” سنة 1958م. استشهد بمزرعة بن منصور اثر اشتباك مع العدو في الخامس من نوفمبر سنة 1958م.

الشهيد إبراهيم البومرداسي :

من مواليد 3 مارس 1941م بجبال تيجلابين دشرة بومرداس، ابن أسرة ريفية فقيرة، تميز ببسالة استثنائية فاستدعي للالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني ولقب بـ”السحقة”، عين مسؤولا عن كتيبة أخذت على عاتقها العمليات الفدائية في جبال ولايتي بومرداس وعين الدفلى، وأبرز المعارك التي انتصر فيها هي تلك التي خاضها في ربيع سنة 1955م. ظل يناضل في سبيل الوطن حتى استشهد سنة 1962م في معركة مرزوقة ببلدية بودواو.

الشهيد عبد العزيز كبير :

ولد في 18 جوان 1931م بقرية تلاخليفة ببلدية بوزقزة (قدارة حاليا)، ترعرع وسط أسرة فلاّحة متوسطة الحال وتلقى المبادئ الأولى على يد والده الشيخ علي بوزيد الذي كان مدرّسا بمدرسة قرآنية بمنطقة تلاخليفة، فحفظ القرآن الكريم ونهل من بعض العلوم والمعارف، ما خلق لديه وعي في سن مبكرة بالقضية الوطنية ومعاناة بني جلدته من ويلات المستعمر الغاشم، فالتحق عند شبابه بالحركة الوطنية وبدأ نضاله السياسي، أدى خدمته العسكرية وعاد إلى مسقط رأسه، ثم توجه نحو فرنسا حيث تزود بالمعطيات اللازمة حول تطور الحركة الوطنية وتحضير اندلاع الثورة التحريرية، والتحق عند عودته بصفوف جيش التحرير الوطني في المنطقة الأولى من الولاية الرابعة وقاد أول فوج من المجاهدين في مجموعة من العمليات العسكرية أبرزها هجوم بقرية تلاخليفة ثم على مركزين متقدمين للجنود الفرنسيين بعين الدفلى ومركز أسول.

انتقل بعد ذلك إلى المنطقة الثانية لممارسة المهام الجديدة المسندة إليه ومنها أرسل في مهمة إلى تيارت لجلب الأسلحة ثم رقي إلى رتبة نقيب وعين قائدا للمنطقة الثانية بالولاية الرابعة. سجلت آخر معركة شارك فيها، استشهاده بناحية “جواب” (ولاية المدية) الولاية الرابعة بتاريخ 4 مارس 1958م.

محمد بن زعـــــمــــــــــــوم :                                                                                                        العقيد محمد بن زعموم المجاهد والمقاوم المعروف بالاسم الثوري “سي صالح” من مواليد شهر نوفمبر1928 م بعين طاية، بعد دراسته الأولى اشتغل ككاتب عام لبلدية اغيل اومولا، بدأ نشاطه السياسي مبكرا رفقة أخيه علي، أصبح عضوا في المنظمة الخاصة بمنطقة القبائل، وقد مكنته وظيفته بالبلدية من مساعدة المناضلين في الحصول على وثائق هوية مزيفة، اعتقل من طرف السلطات الفرنسية وأطلق سراحه في ربيع 1954م. انتقل إلى الحياة السرية إلى غاية اندلاع الثورة حيث أشرف على التحضير لها في منطقة القبائل بالتنسيق مع كريم بلقاسم، وسنة 1956م حكمت عليه السلطات الفرنسية بالإعدام غيابيا، عين بعدها عضوا في مجلس الولاية الرابعة ليخلف العقيد سي امحمد بوقرة على رأس الولاية، سنة 1957م التحق بتونس لبحث قضية وصول الأسلحة إلى الداخل، وأصبح عضوا في المجلس الوطني للثورة الجزائرية سنة 1958م، بعد عودته من تونس، غامر محمد زعموم بالاتصال بالجنرال “ديغول” في محاولة لإيجاد تسوية للقضية الجزائرية، غير أن تصرفه هذا اعتبر خارج عن القانون بكونه لم يستشر قيادة جبهة التحرير الوطني وعرفت القضية “بلقاء الاليزي” حيث طلبت منه قيادة الحكومة المؤقتة الانتقال إلى تونس لشرح القضية ولمحاكمته، وفي طريقه إلى تونس وقع كمين نصبته قوات الاستعمار فاستشهد قرب مشدالة البويرة بتاريخ 20 جويلية 1961م.

عبد الرحمن بن حميــدة :

عرف بشخصيته الفذة وأخلاقه العالية وحبه الشديد للجزائر، هو مؤسس المدرسة المستقلة، من مواليد 21 أكتوبر1931م بمدينة دلس ينحدر من أسرة علمية، تخرج من مدرسة الإصلاح بدلس التابعة لجمعية العلماء المسلمين، درس في المدارس الفرنسية كما انخرط منذ صغره في الكشافة الإسلامية الجزائرية، ومن ثم عضو مؤسس للاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين الذي عقد مؤتمره التأسيسي في صيف 1955م، انضم إلى صفوف جبهة التحرير الوطني ضمن مجموعات الفدائيين في فيفري1955م بالعاصمة، تقلد بعدها مسؤوليات سياسية وعسكرية، ثم أصبح عضوا مكلفا بالجانب السياسي المحافظ للمنظمة، ألقي القبض عليه من قبل سلطات الاحتلال في 14 أكتوبر1957 م وسجن ببربروس وحكم عليه بالمؤبد ثم بالإعدام ثلاث مرات وبقي سجينا لمدة خمسة سنوات متنقلا بين سجون بابا عروج، سركاجي والبرواقية وسجون فرنسا “البومات الصغرى”و “ليل دوري” بالمحيط الأطلسي، أطلق سراحه في أفريل 1962م، اشتغل غداة الاستقلال وزيرا للتربية في أول حكومة للجمهورية الجزائرية كما تقلد عدة مناصب ثقافية واقتصادية منها نائب بالمجلس التأسيسي الجزائري وعضوا قياديا في اتحادية الجزائر الكبرى لجبهة التحرير الوطني سنة 1963م، ساهم في تأسيس جمعيات ثقافية واجتماعية وترأس العديد منها، لعب دورا هاما في إنجاح أول دخول مدرسي بعد الاستقلال، وافته المنية في الخامس سبتمبر من سنة 2010م.

حبيب زوليخة :

ولدت المجاهدة العنيدة حبيب زوليخة بتاريخ 8 أكتوبر 1906م بزموري ولاية بومرداس، كان بيتها ملجأ للمجاهدين ومركزا لاجتماعاتهم السرية، وفي سنة 1956م اكتشف المستعمر بيت زوليخة وحاصره فوقع اشتباك نتج عنه استشهاد العديد من المجاهدين، في حين قامت حبيب زوليخة بقتل ضابط فرنسي بواسطة ساطور فقبض عليها هي و زوجها وأدخلا  إلى السجن وحكم عليهما بالإعدام وشردت عائلتها، توفي زوجها داخل الزنزانة ونقلت هي بعدها إلى فرنسا لتنفيذ الحكم فأقامت في المعتقل الفرنسي إلى جانب الجميلات الثلاث( بوحيرد، بوباشا وبوعزة )، ظلت هناك إلى غاية استقلال الجزائر سنة 1962م ثم عادت إلى أرض الوطن رفقة أسرى أرض المهجر.

قامات ثقافية حملت مشعل الإبـــــــــــــــــــداع

عبد الرحمن الثعالبي :

هو أبو زيد عبد الرحمان بن محمد بن مخلوف بن طلحة بن عامر بن نوفل بن عامر بن منصور بن محمد بن سباع بن مكي بن ثعلبة بن موسى بن سعيد بن مفضل بن عبد البر بن فيسي بن هلال بن عامر بن حسان بن محمد بن جعفر بن أبي طالب المعروف “بالشيخ عبد الرحمن الثعالبي” مفكر ورجل دين جزائري  ولد سنة 785ه/ 1384م بوادي يسر ببومرداس، هو من قبيلة الثعالبة التي استقرت بسهول متيجة، نشأ في بيئة علم ودين وصلاح، استهل تعلمه على يدي علماء منطقته، انتقل وتكون في الجزائر العاصمة ثم قصد المغرب الأقصى رفقة والده محمد بن مخلوف فتعلم أصول الدين والفقه فأخذ عن العجيسي التلمساني المعروف بالحفيد، زار مدينة بجاية فمكث بها سنة ثم عاد إلى مسقط رأسه بعد وفاة والده ومن ثمّ إلى مدينة بجاية مرة أخرى فاستقر بها سنة 802ه/  1399م حوالي سبع سنوات، وتعلم على يد أبو الحسن علي بن عثمان المانجلاتي، وأبو الربيع سلمان بن الحسن، وأبو العباس أحمد النقاوسي، وأبو القاسم المشدالي، وأبو زيد الوغليسي، وغيرهم. ثم انتقل إلى تونس سنة 809 هـ/ 1406م فتعلم عن الأبي، والبرزلي تلميذ ابن عرفة، ثم ارتحل إلى مصر سنة 819هـ /1414م فلقي بها البلالي وأبو عبد الله البساطي، وولي الدين العراقي وغيرهم، بعدها جاب أقطار المشرق” تركيا ، الحجاز” حيث نهل العديد من العلوم والمعارف، ليعود إلى أرض الوطن ويستقر بالجزائر العاصمة، تولى القضاء لفترة ثم تركه للتفرغ لأمور الدين، العبادة والزهد  حيث أسس زاويته المشهورة التي اشتغل بها في التدريس والتأليف إلى أن وافته المنية سنة 875ه /1476م ودفن في هضبة محاذية لباب الوادي بالعاصمة. بنيت له زاوية في عهد الداي أحمد بن الحاج بأمر منه سنة1696 م، وتشتمل الزاوية على مسجد صغير تعلوه منارة أنيقة مربعة الشكل وقبة.             يعد الثعالبي علامة فارقة بين أعلام القرن 19م لما خلّفه من رصيد مهم من المؤلفات في مختلف العلوم والفنون المنتشرة بأبرز مكتبات العالم العربي والغربي منها “الجواهر الحسان في تفسير القرآن” سنة 833ه /1430م مكون من أربعة أجزاء، “العلوم الفاخرة في أحوال الآخرة ” طبع سنة 1899م.

رشيد ميــــــمــــونــــي :

صاحب القلم الذهبي والروائع العالمية رشيد ميموني، ولد بمنطقة بودواو بـ 20 نوفمبر 1945م وسط عائلة بسيطة، ترجم طفولته الصعبة من خلال كتاباته، واصفا معاناته وعمله مع والده في زراعة التبغ، نجح وتألق في دراسته حيث أنهى تعليمه الابتدائي والثانوي بمنطقة الرويبة ليدرس العلوم بجامعة الجزائر، بعدها التحق بالمدرسة العليا للتجارة حيث تحصل على شهادة الليسانس سنة 1968م. سافر رشيد ميموني إلى كندا لإكمال دراسته  العليا في مجال التجارة سنة 1976م. شغل عدة مناصب خلال مسيرته حيث عمل كمساعد في البحث بالمعهد الوطني للإنتاجية والتنمية ببومرداس، ثم أستاذا بالمعهد الوطني للحماية والتنمية الصناعية، عين بعدها أستاذا بالمدرسة العليا للتجارة بالعاصمة الجزائر، كما تولى منصب رئاسة الجمعية الثقافية “كاتب ياسين”. هو صاحب القلم المعارض والرؤية الجريئة والمبادئ الثابتة ورفضه الواضح لواقع الجزائر، عكست كتاباته ورواياته الحياة الاجتماعية في الجزائر ومطالبته الدائمة بتغيير الوضع، نشر أول رواياته  باللغة الفرنسية بعنوان “الربيع لن يكون أكثر جمالا” سنة 1978م، و بعدها رواية “النهر المحول” سنة 1982م التي نشرت بفرنسا ولاقت نجاحا كبيرا وطرحت موضوع عودة الشهداء فيما اعتبرت روايته “طومبيزا”، أهم رواية كتبت في العشرين سنة الأخيرة، حيث حاكت الواقع المرير والقاسي الذي يعيشه المجتمع الجزائري. نال جائزة الفرانكوفونية سنة 1989م عن رواية “شرف القبيلة” والتي هزت الأوساط الجزائرية والفرنسية، طرح سنة 1993م “الربوة الزائفة”، “الحزن للعيش”، فتحصل من خلالهما على جائزة “ألبير كامو”، وأهلته “اللعنة”التي تناولت موضوع الإسلاميين للفوز بجائزة “بالوفر”. وفي سنة 1993م تعرض لمحاولة اغتيال، أجبرته على مغادرة الجزائر والاستقرار بمدينة طنجة بالمغرب الأقصى حيث اشتغل بالإذاعة، ورغم بعده عن الجزائر لم يتوان عن مواصلة نضاله الفكري وهكذا توالت نجاحاته إذ حاز على جائزة الأطلس لكل مؤلفاته، مشرّفا بذلك ولايته بومرداس وبلده الجزائر في مختلف المحافل الوطنية والدولية، ترجمت رواياته المبدعة إلى أكثر من 11 لغة، ولم يجف قلمه الذي عهد على قول كلمة الحق إلى أن وافته المنية يوم الفاتح من فبراير 1995م بباريس. كرمته مدينة بودواو بإطلاق تسمية دار الثقافة لولاية بومرداس باسمه، وتعقد المدينة ملتقيات وطنية للرواية الجزائرية المكتوبة بالفرنسية تكريما له. أسس أبناءه وعائلته دار نشر للحفاظ على أعماله، كما ترجم الروائي لحبيب السايح عمله “شرف القبيلة” إلى العربية، وحوّلت المخرجة حميدة آيت الحاج رواية “النهر المحول”إلى عمل مسرحي، فازت به بجائزة أحسن عرض مسرحي في الطبعة الثانية للمهرجان الوطني للمسرح المحترف في حلته العربية جوان 2007م .

محمد البومرداسي :

هو  أحد أشهر فناني البدوي بولاية بومرداس، اسمه الكامل الشيخ بن مصطفى بن علي بن محمد بن حمو البومرداسي، المعروف بمحمد البومرداسي، هو من مواليد 18 مارس 1936م بمنطقة أولاد بومرداس الواقعة بناحية الثنية، ولد وعاش وسط عائلة دينية بامتياز تنتمي إلى زاوية أولاد بومرداس، فدرس وتعلم وحفظ أصول الدين والقران الكريم على يد أكبر شيوخ الزاوية البومرداسية، الحاج رابح بن عثمان اليوبي سليل الصحابة، لازمه البومرداسي فتعلم منه الفن والشعر وعشق الموسيقى خصوصا صوت الناي والقصبة، و عندما كبر واشتد عوده أخذ يتنقل من منطقة إلى أخرى لينهل من أصول الفن البدوي، فانتقل إلى واد الشرفة أين تدرب على المديح والأغاني وتعرف على شيوخ الفن البدوي كالشيخ الملياني، الشيخ محمد العطافي، الشيخ رابح المتيجي، الشيخ محمد بن حميد والشيخ اعمر السجار وغيرهم ممن أعاد أبرز أغانيهم، ذاع صيته بعد الاستقلال وأحيى عدد كبير من الحفلات إلى جانب مشاركته في العديد من المهرجانات الوطنية والجهوية التي نال فيها  العديد من الجوائز والشهادات التكريمية.

الشاعر عامر شعباني :

جمع الشاعر العصامي عامر شعباني بين موهبتين قلما اجتمعت لدى الأديب فأبدع فيهما واستطاع أن يزاوج بين القصيدة واللوحة، ولد الشاعر والرسام التشكيلي في 23 جانفي 1936م بحي سيدي يحي بقصبة دلس الساحلية، تخرج من جمعية العلماء المسلمين التي تعلم فيها أصول اللغة والشعر والنثر ومختلف العلوم، ناضل في صفوف جبهة وجيش التحرير الوطني إلى أن استقلت الجزائر ليتفرغ بعدها للإبداع الفكري ,تبوأ عدة مناصب، فكان عضوا بالاتحاد الوطني للفنون الثقافية “UNAC” كفنان تشكيلي، كما عين كرئيس شرفي باللجنة البلدية لتكريم الفنانين لمدينة دلس واختير كعضو في جمعية الجاحظية الثقافية. أثرى الأدب الجزائري بما يزيد عن 12 ديوان شعري تدور جل مواضيعه حول معاناة الإنسان، الثورة والوطن منها رباعيات في خمسة أجزاء،” نفحات جراح” تحتوي على خمس داووين: “حنين” ، “أنين الدياجير” ، “زفرات”، “شرارات غيظ” و” عصير فتنة” إضافة إلى “غصن عناب” ، كما ألف مجموعة من الكتب والبحوث   منها “الأنفاس الأخيرة للأندلس الصغيرة”، “الأمثال الشعبية لأهل مدينة دلس”، “بسمات” التي تضم حوالي ألف نكت، كما شارك شعباني في عدة معارض وطنية بلوحاته التي تمتاز بدقة تناسق ألوانها بين الرمزية والتجريدية، يعبر معظمها عن المعاناة والآلام الاجتماعية.

الفنان عبد الرزاق بوقطاية :

هو قامة فنية عالية، جمع بين التأليف والتلحين، الأداء والتمثيل من مواليد الفاتح فيفري 1939م ببلكور، ينحدر من منطقة عزوزة بيسر بومرداس، تأثر منذ صغره بكبار مشايخ الأغنية الشعبية، فبرزت موهبته بامتياز. تتلمذ على يد أكبر مشايخ الفن أبرزهم الشيخ مريزق رحمه الله، وخلال مسيرته الفنية احتك بوقطاية بأشهر المسرحيين الجزائريين على غرار محي الدين بشطارزي، كلثوم ورويشد ما أكسبه حرفية كبيرة في كافة المجالات فصار ملحنا، كاتب للكلمات وممثلا في نفس الوقت، كانت له مشاركات مسرحية وحفلات غنائية داخل وخارج الوطن، وأصدر أول ألبوماته بمناسبة استقلال الجزائر ثم توالت إصداراته الغنائية الناجحة ومن أشهر أغانيه “دار السلطان” التي رددها العديد من مطربي الشعبي، توفي الفنان سنة 1979م مخلّفا رصيدا فنيا راقيا.

عمر فــــــــطـــــموش :

هو فنان جمع بين التأليف و الإخراج المسرحي، ابن منطقة برج منايل (بومرداس)، ولد يوم 27 افريل 1955م، تعلم و تخرج من الثانوية بمسقط رأسه ليلتحق بالمعهد الفلاحي بمستغانم، انتقل بعدها إلى تيزي وزو ليدرس بالمعهد التكنولوجي للتربية فتخرج منه أستاذا للغة الفرنسية، تحصل على شهادة الليسانس في اللغة والأدب الفرنسي من الجامعة المركزية (الجزائر)، ونتيجة لشغفه الكبير بخشبة المسرح، التحق بالمعهد الوطني للفنون المسرحية ببرج الكيفان حيث تلقى دورات تكوينية وورشات عمل من خلال مسارح أجنبية كمسرح بروكسل بلجيكا، انضم بعدها إلى فرقة كاتب ياسين سنة 1973م كممثل محترف، ليتفرغ للكتابة المسرحية والإخراج،  حيث كانت مسرحية “الجزائر عبر العصور” أول عمل صدر من تأليفه سنة 1974م، قام سنة 1975م بتأسيس الحركة المسرحية المنايلية والتي تحولت سنة 1992م إلى تعاونية “السنجاب”المسرحية، إلى جانب تأسيسه المدرسة الشعبية للفنون الدرامية، شغل مناصب عديدة أبرزها : منصب أمين عام لفرع الجزائر التابع للمعهد الدولي لمسرح البحر الأبيض المتوسط، منصب مدير المسرح الجهوي لبجاية، له العديد من المؤلفات المسرحية منها : “عاشق عويشة والحراز”، “تستة ودامة”، “بشارة الخير”، “حزام الغولة” للكاتب الكبير “رشيد ميموني”، بالإضافة إلى كتابة أعمال تلفزيونية أشهرها “المنفخ” و”زوجان في حيرة” وغيرها، ولا يزال الكاتب والمخرج يقدم أجمل اللوحات الركحية على خشبتي المسرح المحترف والهاوي.

عبد القادر الهداجي :

هو عبد القادر شميخ الملقب بـ”الشيخ الهداجي” نسبة لمسقط رأسه “أولاد هداج”، ولد في 11 جانفي 1936م، تعلم ودرس على يد أكبر شيوخ المنطقة أصول الفقه والسنة، وعشق الموسيقى والفن البدوي منذ صغره فتلقى مبادئه على يد الشيخ “أحمد المداح”، تأثر في بداياته بطابع الشيخ “محمد بوراس”، “الشيخ حمادة” و الشيخ “المداني” فصب جل اهتمامه على الأغنية البدوية والشعر الشعبي فأبدع فيهما. رأت أول أغنية له النور سنة 1958م للشاعر الكبير “بوطبال” بعنوان “نشام ولاد حمامة”، له رصيد فني كبير يقدر بـ 12 أسطوانة  و20 شريط، كما شارك في العديد من الحفلات والبرامج التلفزيونية إلى جانب إشرافه على عدد من البرامج الإذاعية، كانت له مشاركات عدة في مهرجانات وطنية، جهوية ومحلية ، نال فيها جملة من الجوائز أبرزها جائزة ” الشيخ حمادة للأغنية البدوية”، بالإضافة إلى كتاباته التي بلغت أكثر من 100 قصيدة في الشعر الشعبي أشهرها: “5 جويلية يوم سعادة”، “يازيار”، “اخدم وطنك دير تاريخ للأجيال”،”مبروك ذا النهار علينا يا سامعين”، وكانت آخر قصائده ترثي زوجته الراحلة بعنوان “معظم حمل الفراق على الأولاد”. رحل الشيخ الهداجي إثر نوبة قلبية يوم 07 ديسمبر 1998م.

يوسف ريح :

هو ممثل، أديب وشاعر، من مواليد منطقة أولاد موسى ببومرداس في 07 أفريل 1948م، درس وتتلمذ على يد أكبر مشايخ زاوية الحشالفة، فتعلم وحفظ القرآن الكريم وأصول الفقه، التحق بعدها بالإذاعة والتلفزيون الجزائري حيث مثّل أدوارا رئيسية، كما ألف العديد من القصائد الشعرية والأعمال الأدبية، ترأس الاتحاد الوطني للممثلين الجزائريين، له رصيد كبير من الأعمال الفنية الهامة التي خلّدت اسمه في سماء الفن والإبداع منها: مسلسلات : قصص الأنبياء، شهداء الإسلام، زينة، وأفلام منها : الهجرة ، أحلام ممنوعة.

الموقع الرسمي لدار الثقافة رشيد ميموني لولاية بومرداس. الواجهة البحرية لولاية بومرداس024795124culturermimouni35@yahoo.com